يعتبر التقنيون (الفنيون) المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي بلد من البلدان، وذلك اعتبارًا لمجموعة من الأمور.
- التكوين المهني الذي حصلوه في مختلف مجالات الحياة كل وفق تخصصه ووفق ميدان عمله.
- الوضعية الاجتماعية والمهنية التي تجعلهم أكثر من مجرد عمال مؤهلين، وأقل من مهندسين مختصين. فالتقني هو الذي يرشد ويوجه العمال ويباشر عن كثب العملية الإنتاجية والخدمية، وهو بذلك يشكل حلقة وصل بينهم وبين المهندسين الذين يخططون ويبرمجون لهذه العمليات.
- العدد الهائل للتقنيين بمختلف اختصاصاتهم والذي أضحى يضاهي عدد رجال ونساء التعليم. ففي المغرب مثلا فاق حجمهم رقم المليون تقني وتقنية خلال سنة 2006. فبالإضافة إلى حوالي 300 معهد عمومي للتكوين المهني بما فيها معاهد التكنولوجيا التطبيقية ومراكز التأهيل المهني، فإن هناك المئات من المعاهد الخاصة للتكوين تخرج كل سنة أفوجا من المؤهلين والتقنيين والتقنيين المتخصصين، هذا إضافة إلى معاهد التكوين التابعة لبعض الوزارات.
يواجه التقنيون بعض الإكراهات، من أهمها، البحث عن الشغل، هذا الأمر الذي يكون عادة عند نهاية التكوين، حيث يجد العديد منهم صعوبة في الحصول على منصب عمل يتوافق مع مؤهلاتهم، فيضطرون للعمل في مهن قريبة من تخصصهم في انتظار إيجاد عمل قار ملائم. فيما يضطر الكثيرون للعمل في مهن لا علاقة لها البتة بتكوينهم.
ومع سرعة التطور التكنولوجي وظهور مستجدات ومعطيات حديثة في الميادين التقنية، فإن التقني سيكون مضطرا للمتابعة والمسايرة عبر البحث الدائم والتكوين المستمر إن في مجاله أو حتى في محالات أخرى قد تساعده على الرقي بمستواه العلمي و تطوير مساره المهني.
وتطرح أيضا نقطة أخرى وهي ضرورة التواصل مع مختلف الفئات، فكما سبق القول أن قطاع التقنيين يتوسط قطاعين مهمين هم المهندسون والعمال، فيجب التواصل مع كل منهم حسب ما تتطلبه المهنة وحسب مستواه التكويني والعلمي. كما أن التقنيين أنفسهم يحتاجون للتواصل فيما بينهم خاصة إذا كانت تخصصاتهم متقاربة، ومحتاجين أيضا للتواصل مع غيرهم من الفئات المهنية سواء بشكل شخصي أو جماعي كالمحامين والأطباء والتجار ورجال الأعمال وسواهم. مما يدعوهم إلى التجمع والتكتل في جمعيات مهنية تمثلهم حسب شعبهم أو حسب المعاهد التي تخرجوا منها.
وكثيرًا ما تنشأ علاقات الزمالة والصداقة بين أصحاب المهنة الواحدة أو المهن المتكاملة، ما يجعلهم متعاونين في عملهم ومتكافلين في أمور حياتهم، سواء عبر خدمة بعضهم البعض مباشرة، أو عبر برامج وأنشطة محددة وهو ما يعرف بالأعمال الاجتماعية. وهذا أمر ينطبق على التقنيين.
ونظرا لمكانة التقني عموما في السلم المهني ولتجربته وكفاءته المطلوبة فإنه يصبح محل ثقة المحيطين به، وهذا ما يؤهله لحمل وتبليغ مشروع التغيير المجتمعي. فإذا كان البعض يعتبر أن الطلاب هم طليعة التغيير في كل المجتمعات نظرًا لعلمهم ولثقافتهم، فإن فئة التقنيين تستطيع التواصل مع فئات كثيرة والتأثير فيها حتى ولو لم تكن مثقفة، كما أن انتشارها في مختلف القطاعات والمهن يساعدها على هذه المهمة النبيلة.
هناك تعليقان (2):
سلام على أهل السلام
asalam alikom
akhouk zouhair yohaiika min casa
naam ana motafik maak
إرسال تعليق