كان فيما مضى رجل عراقي يعمل تاجرا، وله من البنين ولد وبنت، وكان قد بلغ من الكبر عتيا، وأصبح لا يطيق الخروج
للسوق، بله السفر للتجارة في البلاد البعيدة.
ولما كانت حاله كذلك، نادى على ابنه ودعاه أن يخرج للتجارة، وعندما أعد العدة للرحيل، أوصاه بالكلمات التالية: اذهب للتجارة واحفظ شرف أختك.
لم يفهم الولد نصيحة أبيه، لكنة أومأ رأسه بالإيجاب، فما علاقة التجارة بشرف أخته.
وعند الصباح الباكر، أخذ الشاب زاده والتحق بالقافلة المغادرة إلى التجارة.
وصلت القافلة إلى الوجهة التي كانت تقصدها، وباع أعضاؤها ما كان معهم من سلع، وحققوا أرباحا كبيرة.
وعند عودتهم مروا بقرية صغيرة، فدخلوها قصد الاستراحة... ولما كان العطش قد استبد بهم، بدأ كل فرد منهم يبحث عمن يروي ظمأه، فاتجه الشاب نحو بيت ودق بابه، فإذا بفتاة جميلة تفتحه، ثم طلب منها أن تسقيه، فدخلت وأحضرت له الماء، ولما شرب، قبلها، ثم دخلت مسرعة.
في تلك الأثناء كان التاجر العراقي على شرفة بيته فإذا باللبان (صاحب الحليب) يطرق الباب، فتفتحه البنت، وحينما أخذت منه الحليب قبلها.
مضت المدة سريعة وعاد الشاب إلى بلدته، وبدأ يحكي عن نجاح تجارته، وعن الأرباح الكثيرة التي جناها. لكن والده لم يكن يهمه أن يعرف أخبار التجارة بقدر ما كان يهمه هل حافظ الشاب على وصيته أم لا. فباغته بالسؤال: ماذا فعلت بشرف أختك ؟ فاندهش الشاب للسؤال وأجابه: أختي كانت معك في البيت ولم تكن مسافرة معي... فألح الوالد في السؤال، لكن الشاب أصر على أنه لم يمس شرف أخته بسوء.
وهنا غير الأب مسار الحديث ليستدرجه لقول ما ينتظره، فطلب منه أن يحكي له كل ما وقع في رحلته التجارية بالتفصيل منذ أن غادر البيت وإلى حين عودته.
بدأ الشاب يحكي كيف خرج مسافرا مع القافلة وكيف وصلوا إلى المكان المقصود، وسوقوا ما كان معهم من سلع، ثم سرد له رحلة العودة، واضطرارهم لدخول القرية طلبا للراحة والتماسا للماء. وشعر الشاب بإحراج شديد عند وصوله هذه النقطة، لكن إصرار الأب على معرفة التفاصيل، جعله يروي له ما وقع له مع الفتاة التي سقته.
ثم صمت برهة، قبل أن يقول له والده : إنك لما قبلت الفتاة قبل اللبان أختك، ولو زدت لزاد، فو الله إن الزنا لدين.
القصة سمعتها من خطيب مسجد الرياض بمدينة طنجة في إحدى الجمع
19 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق