26 يونيو 2009

مايكل جاكسون يفارق الحياة

أعلنت وكالات الأنباء صباح اليوم عن وفاة ملك البوب المغني العالمي مايكل جاكسون وكان المطرب الذي اندفع إلى الساحة الموسيقية في سن 11 سنة للنجاح عالميا في أوائل 1980، ثم ليعيش حياة عزلة غريب الأطوار، قد أعلنت وفاته من مستشفى جامعة كاليفورنيا. في 21h26 بتوقيت جرينتش لتوقف مفاجئ في دقات القلب. وبعدما اقتيد إلى المستشفى في قسم خدمات الطوارئ، حاول الأطباء لمدة ساعة إنعاشه، لكنه كان قد فارق الحياة. مايكل جاكسون كان قد بلغ سن الخمسين وكان يستعد للقيام بجولة غنائية. دعونا نفكر في أنفسنا لحظة، أرأيتم كيف تأتي الموت بغتة، إنه أوسط العمر، وأوج الشهرة، ملك الغناء واستعداد لمزيد من العطاء، أي عطاء ؟
أهو استعداد للقاء الملك الديان؟ أم للقاء جماهير متعطشة للترف والنشاط والفرحة لساعات؟
ألا يفكر المرء في أن حياته كلها سواء كانت خمسين سنة أو ستين أو مائة أو حتى ألف سنة، لن تكون في الآخرة إلا يوما أو بعض يوم أو أقل من ذلك بكثير جدا؟ فلا مجال لمقارنة العمر المحدود بالأبدية اللا متناهية.
في أوج الحياة والأمل والفرح تأتي الموت : " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" لسنا هنا بصدد التشفي في موت أحد، لكن قصدنا التذكير، والتذكير يكون أبلغ ما يكون إذا وافق مناسبة. إذا جاء أجل النفس لا يؤخر مهما حاول الأطباء الإنعاش، فلماذا لا نستعد لهذا اليوم القريب، ألسنا نرى كل وقت وحين أهلنا وأصدقاءنا وجيراننا يموتون ولا يعودون.
وقفة هذه للتذكر والذكرى، لن أقول لك ما الذي يجب فعله، حتما أنت تعرف ذلك، وإن افترضنا أنك لا تعرف فابحث عن نفسك، فقد طال بك القعود.
حسبي من هذه التذكرة أن تتذكرني بدعوة طيبة، حينما تعود إلى رشدك، أو لعلك عائد، أن يهديني السبيل، وأن لا يذيقني وإياك الموت إلا وقد غفر لنا.

19 يونيو 2009

احفظ شرف أختك

كان فيما مضى رجل عراقي يعمل تاجرا، وله من البنين ولد وبنت، وكان قد بلغ من الكبر عتيا، وأصبح لا يطيق الخروج للسوق، بله السفر للتجارة في البلاد البعيدة. ولما كانت حاله كذلك، نادى على ابنه ودعاه أن يخرج للتجارة، وعندما أعد العدة للرحيل، أوصاه بالكلمات التالية: اذهب للتجارة واحفظ شرف أختك. لم يفهم الولد نصيحة أبيه، لكنة أومأ رأسه بالإيجاب، فما علاقة التجارة بشرف أخته. وعند الصباح الباكر، أخذ الشاب زاده والتحق بالقافلة المغادرة إلى التجارة. وصلت القافلة إلى الوجهة التي كانت تقصدها، وباع أعضاؤها ما كان معهم من سلع، وحققوا أرباحا كبيرة. وعند عودتهم مروا بقرية صغيرة، فدخلوها قصد الاستراحة... ولما كان العطش قد استبد بهم، بدأ كل فرد منهم يبحث عمن يروي ظمأه، فاتجه الشاب نحو بيت ودق بابه، فإذا بفتاة جميلة تفتحه، ثم طلب منها أن تسقيه، فدخلت وأحضرت له الماء، ولما شرب، قبلها، ثم دخلت مسرعة. في تلك الأثناء كان التاجر العراقي على شرفة بيته فإذا باللبان (صاحب الحليب) يطرق الباب، فتفتحه البنت، وحينما أخذت منه الحليب قبلها. مضت المدة سريعة وعاد الشاب إلى بلدته، وبدأ يحكي عن نجاح تجارته، وعن الأرباح الكثيرة التي جناها. لكن والده لم يكن يهمه أن يعرف أخبار التجارة بقدر ما كان يهمه هل حافظ الشاب على وصيته أم لا. فباغته بالسؤال: ماذا فعلت بشرف أختك ؟ فاندهش الشاب للسؤال وأجابه: أختي كانت معك في البيت ولم تكن مسافرة معي... فألح الوالد في السؤال، لكن الشاب أصر على أنه لم يمس شرف أخته بسوء. وهنا غير الأب مسار الحديث ليستدرجه لقول ما ينتظره، فطلب منه أن يحكي له كل ما وقع في رحلته التجارية بالتفصيل منذ أن غادر البيت وإلى حين عودته. بدأ الشاب يحكي كيف خرج مسافرا مع القافلة وكيف وصلوا إلى المكان المقصود، وسوقوا ما كان معهم من سلع، ثم سرد له رحلة العودة، واضطرارهم لدخول القرية طلبا للراحة والتماسا للماء. وشعر الشاب بإحراج شديد عند وصوله هذه النقطة، لكن إصرار الأب على معرفة التفاصيل، جعله يروي له ما وقع له مع الفتاة التي سقته. ثم صمت برهة، قبل أن يقول له والده : إنك لما قبلت الفتاة قبل اللبان أختك، ولو زدت لزاد، فو الله إن الزنا لدين. القصة سمعتها من خطيب مسجد الرياض بمدينة طنجة في إحدى الجمع

التقنيون : المحرك الأساسي لعجلة التنمية

يعتبر التقنيون (الفنيون) المحرك الأساسي لعجلة التنمية في أي بلد من البلدان، وذلك اعتبارًا لمجموعة من الأمور.
- التكوين المهني الذي حصلوه في مختلف مجالات الحياة كل وفق تخصصه ووفق ميدان عمله. - الوضعية الاجتماعية والمهنية التي تجعلهم أكثر من مجرد عمال مؤهلين، وأقل من مهندسين مختصين. فالتقني هو الذي يرشد ويوجه العمال ويباشر عن كثب العملية الإنتاجية والخدمية، وهو بذلك يشكل حلقة وصل بينهم وبين المهندسين الذين يخططون ويبرمجون لهذه العمليات. - العدد الهائل للتقنيين بمختلف اختصاصاتهم والذي أضحى يضاهي عدد رجال ونساء التعليم. ففي المغرب مثلا فاق حجمهم رقم المليون تقني وتقنية خلال سنة 2006. فبالإضافة إلى حوالي 300 معهد عمومي للتكوين المهني بما فيها معاهد التكنولوجيا التطبيقية ومراكز التأهيل المهني، فإن هناك المئات من المعاهد الخاصة للتكوين تخرج كل سنة أفوجا من المؤهلين والتقنيين والتقنيين المتخصصين، هذا إضافة إلى معاهد التكوين التابعة لبعض الوزارات. يواجه التقنيون بعض الإكراهات، من أهمها، البحث عن الشغل، هذا الأمر الذي يكون عادة عند نهاية التكوين، حيث يجد العديد منهم صعوبة في الحصول على منصب عمل يتوافق مع مؤهلاتهم، فيضطرون للعمل في مهن قريبة من تخصصهم في انتظار إيجاد عمل قار ملائم. فيما يضطر الكثيرون للعمل في مهن لا علاقة لها البتة بتكوينهم. ومع سرعة التطور التكنولوجي وظهور مستجدات ومعطيات حديثة في الميادين التقنية، فإن التقني سيكون مضطرا للمتابعة والمسايرة عبر البحث الدائم والتكوين المستمر إن في مجاله أو حتى في محالات أخرى قد تساعده على الرقي بمستواه العلمي و تطوير مساره المهني. وتطرح أيضا نقطة أخرى وهي ضرورة التواصل مع مختلف الفئات، فكما سبق القول أن قطاع التقنيين يتوسط قطاعين مهمين هم المهندسون والعمال، فيجب التواصل مع كل منهم حسب ما تتطلبه المهنة وحسب مستواه التكويني والعلمي. كما أن التقنيين أنفسهم يحتاجون للتواصل فيما بينهم خاصة إذا كانت تخصصاتهم متقاربة، ومحتاجين أيضا للتواصل مع غيرهم من الفئات المهنية سواء بشكل شخصي أو جماعي كالمحامين والأطباء والتجار ورجال الأعمال وسواهم. مما يدعوهم إلى التجمع والتكتل في جمعيات مهنية تمثلهم حسب شعبهم أو حسب المعاهد التي تخرجوا منها. وكثيرًا ما تنشأ علاقات الزمالة والصداقة بين أصحاب المهنة الواحدة أو المهن المتكاملة، ما يجعلهم متعاونين في عملهم ومتكافلين في أمور حياتهم، سواء عبر خدمة بعضهم البعض مباشرة، أو عبر برامج وأنشطة محددة وهو ما يعرف بالأعمال الاجتماعية. وهذا أمر ينطبق على التقنيين. ونظرا لمكانة التقني عموما في السلم المهني ولتجربته وكفاءته المطلوبة فإنه يصبح محل ثقة المحيطين به، وهذا ما يؤهله لحمل وتبليغ مشروع التغيير المجتمعي. فإذا كان البعض يعتبر أن الطلاب هم طليعة التغيير في كل المجتمعات نظرًا لعلمهم ولثقافتهم، فإن فئة التقنيين تستطيع التواصل مع فئات كثيرة والتأثير فيها حتى ولو لم تكن مثقفة، كما أن انتشارها في مختلف القطاعات والمهن يساعدها على هذه المهمة النبيلة.